تاريخ المواجهات الرسمية الجزائرية - المصرية: الجزائر 1 - مصر 1 عام 1978
الألعاب التي بدأت منها الفتنة
يمكن
اعتبار الألعاب الإفريقية بالجزائر العاصمة أول نقطة في الفتنة الواقعة
حاليا مابين منتخبي مصر والجزائر، فقبل هذه المواجهة التي لعبت في
13جويلية 1978 بملعب 5 جويلية كان الفريقان قد التقيا في دورة ودية في
الرياض في جانفي 1976 وفاز الخضر بهدف نظيف.
كما أن دورة الألعاب الإفريقية جرت بعد معاهدة كامب ديفيد، وحضرها حشد من
المناصرين بحيث ظهر جيل جديد من النجوم مثل سرباح وحر وبن شيخ وعويس، كما
برز في الفراعنة جيل الراحل الحارس ثابت البطل وعلي السيد ومحمد حسين
وتمكن الخطيب "بيبو" الذي احتفل هذا الأسبوع بعيد ميلاده الـ 55 من هز
شباك سرباح في حدود الدقيقة الـ 11 ولم تدم الفرحة طويلا، حيث عدل صالح
عصاد، وكان حينها دون سن العشرين، النتيجة، وإذا كانت المواجهة قد مرت
بسلام فإن ما حدث أثناء الدورة هو الذي أشعل فتيل الفتنة، حيث واجه
الفراعنة المنتخب الليبي، وتحولت المقابلة إلى شجار مابين الطرفين، أخذ
بعدا سياسيا واتهم المصريون في عهد أنور السادات الجمهور الجزائري بوقوفه
إلى جنب الليبيين، خاصة أن ماقام به السادات كان محل انتقاد كل العرب،
ورغم النجاح الباهر لدورة الألعاب الإفريقية التي سهر على إنجاحها هواري
بومدين، إلا أن المصريين على خلفية شجارهم مع الليبيين، قرروا مقاطعة
الدورة والانسحاب، ومازال الإعلاميون الكبار في السن في مصر يعتبرون ماحدث
في لقائهم بليبيا هو النار التي ألهبت المواجهات مابين الفريقين، رغم أن
المقابلة التي انتهت بهدف في كل شبكة، ظهر فيها النجم الكبير محمود الخطب،
أحسن لاعب لكل الأزمان في مصر، وأيضا صالح عصاد وسرباح اللذين كانا من
قاهري ألمانيا بعد أربع سنوات في خيخون، وحتى المقابلات الودية اختفت
نهائيا بعد هاته المواجهة التي أوصلت المنتخب الجزائري للفوز بميدالية
ذهبية أمام نيجيريا في الدور النهائي بهدف جميل من بن شيخ، بينما عاشت مصر
رغم امتلاكها الخطيب، أحلك سنواتها، حيث لم ينجح الأهلي في التألق ولم
تنجح مصر من فك عقدتها إلى غاية 1986 عندما أحرزت كأس أمم إفريقيا التي
جرت على أرضها.