أوضح المدرب الوطني للاعبين المحلّيين عبد الحق بن شيخة الذي نزل ضيفا سهرة
أول أمس على قناة ''نسمة'' ضمن حصة ''ناس نسمة''، أن المنتخب الوطني
الجزائري عاد إلى مستواه الطبيعي المعهود بعد ركود دام قرابة 20 سنة إثـر
الظروف الصّعبة والعشرية السوداء التي مرّت على الجزائر، معتبرا أن تأهل
''الخضر'' إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010 ليس بالمعجزة بالنظر إلى قوّة
الكرة الجزائرية في الآونة الأخيرة وإرادة لاعبي ''الخضر'' في الذهاب إلى
جنوب إفريقيا، مؤكّدا على أن الجزائر تستحق التأهل إلى المونديال، واستطرد
المدرب السابق للنادي الإفريقي التونسي بن شيخة حديثه، قائلا: ''أظن أن
عودة السيد محمد روراوة على رأس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم كان لها
الأثـر الإيجابي في التأهل المزدوج إلى ''الكاف'' والمونديال، حيث أصبح صوت
الجزائر مسموعا في الخارج بدليل قدرة روراوة على حماية المنتخب الوطني بعد
الأحداث التي عرفتها مباراة القاهرة''. وفي سؤال لمنشط حصة ''ناس نسمة''
حول شخصية المدرب الوطني رابح سعدان القويّة، والدور الكبير الذي لعبه في
إحراز التأهل على حساب ''الفراعنة''، ردّ بن شيخة ''سعدان مدرب كفء وحسّاس
ويحب بلده، وقام بعمل نفسي وبسيكولوجي كبير، وأعطى الروح للاعبين قبل
المباراة الفاصلة أمام مصر بالسودان''. وعن الطريقة التكتيكية المنتهجة
للناخب الوطني أمام ''الفراعنة'' بملعب نادي المريخ بالخرطوم، أوضح ابن
البرج عبد الحق بن شيخة أن ''الخضر'' فازوا تكتيكيا على المصريين مقارنة
باللقاء الأول، مؤكّدا على أن تراجع رفاق عنتر يحي إلى الوراء كان ردّ فعل
سلبي للاعبين وحدهم، وهو الخطأ الذي وقع في ''ستاد القاهرة''، وليست توصيات
ونصائح المدرب سعدان الذي كان يطالب عناصره في كل مرّة بالدفاع من وسط
الميدان لأجل تقليص الخطر. مضيفا: ''سعدان بدأ مباراة السودان بخطة 4/4/2
وأنهاها بـ 5/3/2، حيث انتهج خلال هذه المباراة طريقتين في اللعب، مما صعّب
من مأمورية المصريين ولم يكن باستطاعتهم التعامل وإيجاد الحلول للخطة
التكتيكية المختلفة للمدرب سعدان خلال معركة الخرطوم''. وعن حظوظ الجزائر
في منافسة كأس أمم إفريقيا المزمع إجراؤها شهر جانفي المقبل بأنغولا، أكّد
بن شيخة أن المنتخب الوطني لن يتنقل إلى لواندا بثوب الضحية بل سيذهب
كمنافس عنيد للمنتخبات المشاركة على اعتبار أن ''الخضر'' متأهلين إلى
المونديال وهذا ليس من باب الغرور على حد تعبير المدرب عبد الحق بن شيخة
الذي أضاف أن الفريق الوطني يملك مجموعة قويّة ومتوازنة ولديها الخبرة
اللازمة، خاصّة وأن أغلب اللاعبين ينشّطون في بطولات قويّة في أوروبا،
مؤكّدا في معرض حديثه أن طبيعة الشخص الجزائري سواء كان في أمريكا أو فرنسا
أو في أي بلد آخر يبقى قلبه جزائريا ويكن كل الحب للجزائر، وهذه ميزة
اللاعبين الجزائريين المحترفين، مضيفا ''شعار اللاعب الدولي الجزائري هو
الدفاع عن ألوان المنتخب الوطني وليس اللعب في المنتخب الوطني''.
وبخصوص
مشاركة الفريق الوطني في المونديال القادم بعد غياب عن هذه المنافسة دام
قرابة 24 سنة، أكّد بن شيخة أن كل الإمكانيات الماديّة والبشرية مسخّرة
للمنتخب الوطني حتى يبقى تركيز اللاعبين فوق أرضية الميدان فقط قصد تشريف
الكرة الجزائرية والعربية عامة في هذا المحفل الدولي، معتبرا أن رجوع
الجزائر إلى الساحة العالمية مكسبا للوطن سواء رياضيا أو اقتصاديا أو
سياسيا.