صحافة الرياضة

لايختلف اثنان على اهميه الصورة الرياضية ودورها فى جذب
القارى لموضوع ما او حتى لصحيفة بعينها ويشهد للمصور العربي انه اجاد وابدع
فى هذا الفن لكن هنالك من التداعيات والأسباب التى اعاقت وهضمت هذا
الابداع وحدت منه فما هى العلة وراء هذا الاخفاق ان جاز تسميته اخفاقاً.

ايهم
اهم

للصورة القدرة على اداء رساله صحفية كاملة وليس اعمق من مقال
الا ومعه صورة فهى ترسيخ الخبر او المقال وتوكده وهى تحدد موقع الحدث
وزمانه كما انها متنفس للمكتوب ودونها تغيب شهية القارى لمتابعة القراءة.
وتلعب الدور الرئيسي فى الصحف الرياضية من واقع رفعها لمعدل التوزيع بفضل
تعابيرها عقب المباريات النهائية او عند نشرها بوسترات تحمل صور النجوم
ولكى يؤدي المقال دوره لابد ان ينسجم مع الصورة المرفقة معه وكم من صورة
اوحت للكاتب اوالمحرر لاعداد مقال وخلاصة القول ان الاسطر والصورة يكملان
بعضهما اذا توافقا فى الموضوع على ان اهمية الصورة تكون اكبر من واقع ان
انها لغة عالمية مشتركة تتجاوز حاجز اللغات وتمكن من لايجيد القراءة على
استنباط مضمون الخبر بفعل تعابيرها المؤثرة.

الصورة فى صحافتنا

على
النقيض تماما من الصحافة العالمية فصحافتنا تتناسى الصورة الى حد ما
فالصورة عندنا تكاد تستجدى المكان للنشر واذا طال المقال تحذف والغريب ان
صور المهرجانات الفنية تجد فرصا مبالغة للنشر وهذا يدل على ان الهم تجارى
ليس الاّ.

وعلى قلة فرص النشر فالتعامل مع الصورة الرسمية ياتى
مقدما على الصورة الرياضية ذات الحركة الملفتة للنظر والتى تظهر ابداع
المصور وبلا شك فان المؤسسات الصحفية بسياسات تحريرها التى تعتبر خلالها ان
المصور لاجىء تتحمل الوزر الاكبر فى هذا وهنا يجب على كل موسسة صحفية ونخص
هنا الصحف الرياضية ان تتساءل هل نشرها للصور هو بمثابه اعلان؟ ام سد فراغ
؟ ام ايمان باهمية ودور الصورة ؟

الصورة المطلوبة

اولا يجب
ان يكون هنالك تنسيق بين المصور والمحرر وعليهما ان يتفقا على منهج يجعل
انتاجهما جاذباً، فالصورة يجب ان لاتكون جامدة ويجب مراعاة انسجامها مع
المقال فاذا كان الخبر او المقال عن نتيجة مباراة معينة كان فيها الفريق
المعني مدافعا واجاد فمن غير المعقول ان تجد الصوره المنشورة مع هذا المقال
لاحد مهاجمي الفريق الذى تحدثنا عن استماتت دفاعه فى حماية مرماه وهكذا
كما ويفترض ان تكون الصورة المصاحبه للمادة مواكبة وليست من ارشيف الصحيفة
وبصورة اخرى فالصورة يمكن ان تكون دليل اثبات على حدث تناوله كاتب ما ولعل
القصور الذى تعانيه الصحف من عدم توافق الصورة مع مضمون الخبر مرده عدم
وجود محرر الصورة المتفرغ لهذا العمل علما بان كل الوكالات العالمية
وكبريات الصحف تخصص من هو ذو صلة وتخصص بالمجال لهذه المهمة كما ان الصور
التى تنشر لاتلتقط صدفة فيسبق التقاطها تخطيط لها بحيث يتفق المصور والمحرر
على موضوع معين ثم يشرعان فى تنفيذه.

بين الامس واليوم

على
الرغم من التطور التقني الكبير فى وسائل التصوير الرياضي بين الامس واليوم
لكن تجد ان هنالك فروقات فى خلاصة المنتج تبين التراجع الكبير الذى اصاب
الصورة ودعونى هنا أتطرق للواقع فى بلادى فالشاهد اننا فى عصر الكاميرا
الرقمية ونعجز ان نقدم مثل ماقدمه اساتذتنا الرواد فى التصوير الرياضي
المرحوم عمر الزين صاحب لقطة جكسا الشهيرة ورفاقة ولعمري فان المصور بريء
براءة الذئب من دم ابن يعقوب فى هذا التراجع ان جاز تسميته تراجعاً وقد
يختلف معى اخريين فى هذا لكن دعونا نعدد الأسباب فمساحات وفرص نشر الصور
كانت اكبر وامكانيات التدريب الداخلي والخارجي للمصور كانت أفضل وأوسع
والمصور كان يمر بمراحل حتى يدخل الى الملعب مصورا اما اليوم فكل من امتلك
كاميرا ديجتال اصبح مصوراً وعلى الصعيد نفسه فان مجلس الصحافة قد قتل روح
التنافس بين المصورين بايقافه جائزة افضل عمل مصور ولا توجد معارض دورية
للمصورين وتبقى سياسة التحرير فى الصحف هى الهاجس الاكبر والمقيد لابداع
المصور ولا نعفي دور الطباعة من بعض القصور فى طباعه الصور الملونة على ان
نعترف ان للمصور يد فى ماال اليه حاله بسبب انغلاقه على نفسه وعدم سعيه
لتحيقه ذاته على الرغم انه يصرف من ماله الخاص لتغطية بعض الالعاب واعتقد
بان الاشكاليات التى عددتها قد تكون تواجه اغلب الزملاء المصورين فى الوطن
العربى ( وارجو ان يعلق الاخوة الزملاء متصفحي مجلة التصوير الضوئي على
واقع التصوير الرياضي كل فى بلاده.)

أوضاع متردية وعدسات غائبة

يعيش
مصوري الرياضية فى بلادنا العربية عامة واقع مرير تسبب فيه من هم اولي
القربى بالنسبه لهم فعلى الرغم من المجهود الكبير الذى يبذله المصور يجد
نفسه مستقبلاً لضيوفه فى مكاتب استقبال الصحيفة التى يعمل بها (أى انه بلا
مكتب ) وتجده يحمل واحدة من الكاميرات التى اكل عليها الدهر وشرب مع عدم
توفر العدسات المناسبة لطبيعة العمل و ينال اضعف الاجور ثم من بعد ذلك
يطالب بتقديم الصور المميزة كما تجد ان شريحة المصورين هم الاضعف حظوظاً
فى فرص السفر مع البعثات الرياضية وتغطية كبرى البطولات وتكتفى بعض الصحف
بنشر صور ارشيفية للمباريات الخارجية المهمة ولعل عدم وجود جسم او كيان
تنسيقي للمصورين وضعف الكيانات القائمة لهو احد اهم اسباب هذا التهميش ولعل
ضعف الكيانات هذا يشمل اغلب الدول العربية ولقد لعب تجميد اتحاد المصورين
العرب دورا كبيرا فى ضعف جمعيات وروابط التصوير فغيابه ادى لعدم وجود نشاط
جامع للمصورين وموخرا اعلن عن ميلاد لجنه مصوري الصحافة الرياضية نتوقع ان
نرى نشاطها عساها تفلح فى جمع شتات هذه العدسات المغيبة.

اخطاء
ومتاعب مشتركة

وتستمر معاناتنا معشر المصورين عند الدخول للملاعب
فتحتاج لابراز كل بطاقاتك حتى التى تخص الصراف الالي والتامين الصحي ليسمح
لك بالدخول للملعب والغريب ان التركيز على الدخول لايتوافق مع بقيه
الترتيبات التنظيمية الاخرى بحيث تكون المباراة برعاية شركة بعينها وتجد
المصورين يرتدون شعار لاخرى كما ان المعلومة تغيب عن المصورين خاصة فى
المباريات الدولية والتى تقام برعايه الاتحاد الدولى حيث لا يعلم المصورين
بتغير زيهم الا عند بوابه الاستاد اضافه لذلك فالاعلانات حول الملعب توضع
بطريقه لاتمكن من اتخاذ اوضاع مريحه للتصوير اما بعض الاستادات فاضائتها
لاتكفى لاناره الملعب ناهيك عن التصوير حتى لو استخدمت الفلاش رغم حرمة
اسخدامه دوليا.

نحو افاق افضل

اولا على هيئه التحرير ان تقر
انه لافرق بين مصور ومحررثم نبدأ فى كشف الحساب فكم من الدورات التدريبية
وورش العمل اقيمت فى المؤسسات الصحفية للرقي بافق مصورى الصحف وآن الاوان
لان يكون لكل صحيفة قسم تصوير يضم مصورين متخصصين وكل مؤسسة لاتمتلك هذا
القسم هى عرجاء ولابد من الالتزام بان الصورة ركن اساسي فى الصحيفة ولتحقيق
هذا على كل مصور ان يعد نفسه ويتسلح بالمقومات التقنية لمواكبة العصر
باعتبار ان الصورة ذات الدلالة اضحت اهم مرتكزات الصحافة وقبل كل هذه على
الصحف ان توفر لكل مصور آله مناسبه لطبيعة عمله تتماشى مع التطور فى
المجال.

ابداع مهضوم

المتابع للاصدارات الرياضية يلحظ ان
نسبة المادة المصورة التى تنشر مقارنة بالمكتوب لاتوجد بينهما مقارنة فنسبه
الصور لاتكاد تتعدى ال10 بالمائة وفى هذا بلاشك بمثابه وأد لابداعات
المصورين وتقييد لها وتقليل من دورهم و خفض لروحهم المعنوية والاسوأ ان
المصور ياتى ترتيبه الاخير فى طابور الاعلاميين سواء كان فى المباريات او
الاحتفالات او حتى فى صحيفته التى تتناسى نشر اسمه الى جانب لقطاته والتى
بدونها قد يقل معدل توزيع الصحيفة.

اخر لقطة

رغما عن تغيب
العدسات وتقييد الابداعات الذى تمارسه صحفنا الرياضية يستمر المصور الرياضي
العربي صاحب الجهد الاوفر رقما كبيرا فى اوساط الصحافة ويفرض وجوده رغما
عن ظلم اولي القربى و سنظل نحلم بان يجد ابداعه المغيب حظه من النشر وننتظر
ان تتبنى احدى الجهات تخصيص جائزة لافضل عمل رياضي (على الاقل خلال
البطولات الكبرى ) فى ظل استمرارية منح الافضلية للصورة الصحفية الخبرية
علما بان الصورة الرياضية تدخل ضمن ذات القائمة فى الصحافة نرجو ان تتبنى
الاوساط الرياضية فى عالمنا العربي منشط لجمع ابداع مصوري الرياضة ولو مرة
كل عام.