لم يبق من عمر فترة انتظار انطلاق كأس العالم سوى أسابيع ستكون أيامها الأخيرة حاسمة، لأن الخضر سيلعبون مباراتين وديتين ستجريان خارج الديار وحينها لن يقول أحد أن الوقت مازال لتصحيح الأخطاء، والشائع أنه من كان قويا في آخر المواجهات سيكون قويا في المونديال ومن كان متواضعا فعلى جمهوره أن لا ينتظر الكثير، وكان المنتخب الوطني الجزائري قد واجه في أول مباراة تحضيرية لمونديال جنوب إفريقيا منتخب صربيا فجاءت الخيبة ولكن ما شفع لأشبال سعدان أن الوقت مازال ولكنهم في الإمتحان الأخير سيكرمون بالتأكيد أو يهانون؟!.
تغيرت الأوضاع الآن عما كانت عليه عام 1982، حيث كان نجوم الخضر الكبار باستثناء جمال زيدان ودحلب ومنصوري وقريشي ينشطون في البطولة الجزائرية، وكان المدرب خالف محي الدين لا يجد صعوبة في جمعهم في تربصات بين الحين والآخر، وكان عدد المباريات الودية أيضا كبيرا، لكن كان يعاب على الخضر أنهم كانوا يواجهون باستمرار الفرق الفرنسية ومنها نادي راسينغ باريس وأيضا براست الذي هزمه رفقاء بلومي بثلاثية نظيفة في ملعب بروانة بتلمسان ولعبت الجزائر عدة مباريات خارج ملعب 5 جويلية، ولكن بمجرد تغطية الملعب الأولمبي بالعشب الطبيعي حتى أجرى رفقاء فرقاني أربع مباريات قوية أبانت أننا نمتلك منتخبا قريا ومنسجما قادرا على إحداث المفاجأة في مونديال إسبانيا، وكانت أولاها أمام النادي البرازيلي الشهير أتليتيكو منيروس الذي لم يضم أي لاعب برازيلي دولي، حيث سيطر الخضر ولعبوا مباراة تاريخية رغم أنهم لم يفوزوا سوى بهدف وحيد من القائد علي فرقاني.. وكانت المواجهة الثانية قوية أمام منتخب البيرو الذي فاجأ سرباح بهدف من قذفة قوية، ولكن ماجر عادل النتيجة في مباراة برز فيها مصطفى كويسي، وأذهلت المراقبين ومنهم النمساويين الذين حضروا المواجهة، ثم قابل الخضر منتخب إيرلندا الجنوبية الذي أحرج منتخبنا وغلق عليه كل المنافذ إلى غاية الدقيقة الأربعين من الشوط الأول عندما فك الثنائي بلومي وعصاد اللغز بكرة "واحد - إثنين" هزت الشباك من الجناح الأيسر عصاد، وفي المرحلة الثانية أضاف ماجر هدفا في اللحظات الأخيرة وقال حينها مدرب إيرلندا أن على ألمانيا الحذر من الإعصار الأحمر، حيث لعب الخضر المواجهة بلباس سونيتاكس الأحمر، وودّع المنتخب الجزائري جماهيره في مواجهة ريال مدريد أمام 100 ألف متفرج، ولكن الريال كان محروما من دولييه الإسبان الذين كانوا يحضّرون للمونديال وبادر الإسبان للتهديف قبل أن يرد الخضر عن طريق ياحي وماجر الذي سجل هدفا ثانيا من وضعية تسلل ولكنه كان مهما لمعنويات اللاعبين.. وحتى خلال التربص الذي أقيم في سويسرا لعب الخضر مباريات خفيفة مع فرق سويسرية متواضعة ومع ذلك كان التحضير في منتهى القوة، خاصة أن البيرو التي تعادلت في الجزائر فازت في باريس على الديكة بقيادة ميشال بلاتيني.
أما في سنة 1986 بعد التأهل التاريخي والسهل للمونديال فكانت الطلبات كبيرة على المنتخب الوطني ولكن ضعف الإتحادية في ذلك الوقت حرمنا من عدة مباريات قوية ولعل مواجهة سويسرا في جنيف هي أهم مباراة خسرها أشبال سعدان بثنائية نظيفة حيرت الأنصار الذين ظنوا أن بلوغ منتخبهم الدور الثاني لا نقاش فيه بعد التألق اللافت في عام 1982.. وتمت دعوة الخضر لدورة المكسيك الهامة جدا في ربيع 1986 وهي دورة جاءت لتضميد جراح المكسيك التي هزها الزلزال وتم التعويل على هاته الدورة لأجل تأقلم بلومي ورفاقه مع ارتفاع مدينة مكسيكو، والمدارس المختلفة التي واجهها أشبال سعدان وهي بلغاريا والمكسيك وكوريا الجنوبية، ولكن النتائج والأداء كانت مخيبة جدا، إذ خسر الخضر مباراتين وسجلوا تعادلا أمام كوريا الجنوبية وكان واضحا أنهم لن يحققوا أشياء كثيرة في مجموعتهم القوية في المونديال التي ضمت في ذلك الحين إيرلندا الشمالية والبرازيل وإسبانيا. وهو ما حصل فعلا بتسجيل تعادل واحد وهدف واحد في المونديال أمام إيرلندا وهزيمتين أمام البرازيل وإسبانيا