الهواية : عدد المساهمات : 2837 تاريخ التسجيل : 30/10/2009 العمر : 27 الموقع : https://fersnealgedz.123.st
موضوع: لا صلح ولا تطبيع إلا بالإعتذار عن سب الشهداء الجمعة مايو 21, 2010 8:55 pm
84 بالمائة من الجزائريين يرفضون الصلح مع المصريين
77 بالمائة من الجزائريين يؤمنون بقدرة الخضر على تخطي الدور الأول في المونديال
لا تزال الاعتداءات التي تعرض لها المنتخب الوطني والجماهير الجزائرية بالقاهرة محفورة في الذاكرة الجماعية لكل الجزائريين كونها سابقة خطيرة في تاريخ العلاقات بين البلدين والشعبين، علاقات كنا نعتقد أنها وطيدة وقوية أملتها عدة اعتبارات تاريخية، دينية وحتى قومية عربية، علاقات كنا نعتقد أنها متجذرة في عمق التاريخ المشترك، ومدى مساهمة كل طرف في الحفاظ على سلامة واستقرار الآخر، على غرار ما فعلته الجزائر سنة 1973 لما ساهمت بالنفس والنفيس بجانب المصريين أثناء العدوان الإسرائيلي
غير أن رد الجميل جاء بعد 27 سنة وبأي طريقة؟، بشتم شهداء الجزائر في مختلف المنابر الإعلامية الرخيصة المتواجدة هناك، قبل أن ينهوا السيناريو باعتداءات على المنتخب الجزائري بعد أقل من عشر دقائق من وصوله إلى القاهرة، تلتها أخرى على الأنصار الأبرياء الذين لم يكونوا ليدخلوا هذا البلد لولا الألوان الوطنية والذين كانوا يعقتدون أن مصر هي بلد الأمن والأمان، كل تلك المشاهد وما حدث بعدها من قصف وحشي على الجزائر ورموزها تثبت أن الأخوة الجزائرية كانت وستبقى مجرد شعار، والإعتداءات المماثلة التي تعرض لها المنتخب الوطني
والآن وبعدما وضعت الحرب الإعلامية أوزارها بدأ المصريون عملية إحصاء الخسائر الكبيرة التي تكبدوها وأدركوا تمام الإدراك وزن الجزائر في الخارطة العربية والدولية، لم يجدوا لمخططاتهم أي حل للتطبيع مع الجزائر سوى التوسل لرئيس الفاف محمد روراوة، غير أن الرجل ذكرهم بموقف الجزائر الثابت
والرافض لأي مصالحة مع من شتموا شهداءنا وضربوا مقدساتنا، وباب المصالح قال روراوة سيظل موصدا ما لم يقدم المذنبون اعتذاراتهم علانية، كما أن القضية تعدت الحدود العادية، بل تحولت إلى أزمة دبلوماسية خانقة لا تحل سوى دبلوماسيا.
"الشروق" ومن موقعها كمرجعية هامة في التعبير عن موقف الجماهير الجزائرية بمختلف نقاط الوطن حاولت معرفة موقف أبناء هذا الوطن في مسألة المصالحة وطي صفحة الماضي بين الجزائر ومصر حصلت على استطلاع للرأي قمة في الدقة والموضوعية من مختصين نزلوا إلى الشارع من خلال عملية سبر الآراء أنجزتها وكالة "ميديا سينس"، بين الثاني والعاشر ماي الماضي والعملية شملت عشر ولايات كعينة وهي العاصمة، سطيف، وهران، تيزي وزو، قسنطينة، عنابة، بسكرة، عين الدفلى، أدرار وبشار، وسألت في المجموع 7 ألاف شخص من مختلف الأعمار(مابين 10و70سنة) والعينة شملت 50بالمائة من الذكور و50 بالمائة من الإناث، والنتيجة النهائية جاءت كمرآة عاكسة للموقف الجماعي للجزائريين، ونعني الرفض التام لأي مصالحة أو تطبيع مع من أساؤوا لشهداء الجزائر وتاريخها المجيد.
والمثير للانتباه من خلال نتائج الاستطلاع الذي سنورد لكم نتائجه بالتفصيل في هذا الملف المفصل أن الأغلبية الساحقة للجزائريين وهم يقدرون حسب الاستطلاع بـ84 بالمائة يعارضون المصالحة مع من شمتوا الشهداء الأبرار بينما سجلنا قبول 16فقط الفكرة، وأول ولاية من حيث الرفض هي أدرار التي بلغت فيها نسبة الرفض مائة بالمائة، بينما وفيما يخص السؤال الثاني المطروح في الإستطلاع والمتضمن الموافقة أو الرفض للصلح مع المصريين في حال الإعتذار الرسمي فنسبة الرفض بلغت الـ53 بالمائة، بينما الموافقة بالمقابل فتقدر بـ47 بالمائة، أي تقريبا نصف سكان الجزائر يربطون أي مصالحة بالإعتذار الرسمي وهذا لن يكون إلا من طرف السلطات المصرية كونها الممثلة الأولى للبلد، وأعلى نسبة من الرفض لأي مصالحة حازتها ولاية أدرار أيضا بنسبة 86بالمائة، مقابل 13 بالمائة من القابلين للفكرة.
أما السؤال الثالث لعملية الاستطلاع بخصوص إمكانية عودة المياه إلى مجاريها بين البلدين في حال تقديم المصريين اعتذارا رسميا جاء الرد بلا، أي أن 75بالمائة من الشعب الجزائري لا يرى نفعا من وراء تحقيق المصالحة مع المصريين، مقابل 25 بالمائة من الذين يروا أن التطبيع بين البلدين ممكن في حال اعتذار المصريين رسميا، وتحتل ولاية أدرار دائما المركز الأول من حيث نسبة التشاؤم بعودة المياه إلى مجاريها بين البلدين.
والخلاصة التي يمكن أن نقف عندها من خلال هذه الدراسة المعمقة والواسعة أن العلاقات الجزائرية المصرية ضربت حقا في الصميم، ودرجة الأخوة بين البلدين والشعبين زالت تقريبا كلية، طالما أن لا شيء سيعيد المياه إلى مجاريها بين الطرفين ولو قدمت مصر إعتذارا رسميا
لم يقبل معظم من مسّهم صبر الآراء بالصلح مع من كان وراء الحملة التي استهدفت الشعب الجزائري وتاريخه المجيد، وشهدائه الأبرار، سيما وأنها مقومات الدولة الجزائرية، ويرفض كل جزائري غيور على وطنه المساس بها ولو على سبيل الدعابة.
فقد عبّر 84 بالمائة من الجزائريين الذين أبدوا رأيهم بصراحة عن رفضهم للصلح مع الأطراف التي غذت الأزمة آنذاك، من خلال التعرض لتاريخ الشعب الجزائري، فيما يرى الـ16 بالمائة الباقون أنه بإمكان الطرفين الجزائري والمصري أن يجدا أرضية تفاهم للقضاء على الأزمة نهائيا.
وكان سكان مدينة أدرار الجنوبية الأكثر إصرارا على رفضهم للصلح، وبنسبة مائة بالمائة، وتوافقت الولايات التسع المتبقية على رفض الصلح، لكن بنسب متقاربة، فيما كان سكان بشار الأكثر اعتدالا، حيث صوت 53.8 بالمائة لرفض المصالحة، فيما صوتت الـ46.2 بالمائة لصالحها.
الرجال والنساء متفقون حول الرفض
واتفق الرجال والنساء حول الرفض، حيث عبرت نسبة 83.5 بالمائة عن رفضها للمصالحة مع حملة الإساءة للشهداء والشعب، أمام 16.5 بالمائة من الداعين إليها، فيما ترى 84.9 بالمائة من النساء المستجوبات أن المصالحة غير ممكنة، أمام 15.5 من الراغبات فيها، وهو ما يرمز لاتفاق شبه كلي للجزائريين برفض المساس بتاريخ الشعب الجزائري وشهدائه الأبرار مثلما جرى في بعض القنوات الفضائية المصرية.
تقاربت آراء المستجوبين حول الصلح في حالة تقديم الطرف المصري اعتذار رسمي لنظيره الجزائري، خاصة وأن الجزائريين تأثروا جراء المعاملة التي لقيها منتخب بلادهم مباشرة بعد وصول الخضر إلى العاصمة المصرية القاهرة، إضافة إلى الإساءة المعنوية التي كانوا عرضة لها طيلة فترة الأزمة من قبل فضائيات الفتنة.
وفضلت الأغلبية رفض الصلح في حال الاعتذار الرسمي، وبلغت نسبتها 53 بالمائة فيما ترى الـ47 بالمائة المتبقية أنه لا داعي لرفض المصالحة إذا اعترف المصريون بما قاموا به وقدموا اعتذارات رسمية عن ذلك.
عين الدفلى، سطيف وبشار يخالفون البقية
واختلف سكان الولايات التي مسها سبر الآراء حول الصلح في حال الاعتذار الرسمي، بين القبول والرفض، حيث تقدمت ولاية أدرار الولايات الرافضة بنسبة 86.3 بالمائة، فيما كسرت ولايات عين الدفلى وسطيف وبشار القاعدة بقبولها للاعتذار بنسب 59.6 بالمائة و56.6 بالمائة و79.3 بالمائة على التوالي إذا قام الطرف المصري بتقديم اعتذارات رسمية عن ما بدر منه.
الرجال الأكثر رفضا من النساء
وكانت النساء الأكثر استجابة لقبول الصلح مع المصريين، حيث ترى نسبة 53.1 بالمائة أنه بإمكان الطرفين الوصول لاتفاق صلح في حال تقديم اعتذار رسمي، فيما رفض أغلبية الرجال الذين مسهم سبر الأراء أي شكل من أشكال التسوية رغم الاعتذار، وقدرت هذه النسبة بـ58.1 بالمائة.
أجمع 75 بالمائة من العينة التي مسها سبر الآراء، عن رفضهم القاطع لعودة المياه إلى مجاريها بين الجزائر ومصر، بمجرد تقديم المصريين للإعتذار عن إعتدائهم على حافلة المنتخب الوطني. حيث اتفقت الأغلبية أن هذا الإعتذار لن يكون كافيا من أجل تجاوز الجزائريين للأمر وطي الصفحة.
في المقابل، وافقت نسبة 25 بالمائة المتبقية من العينة التي شملتها عملية سبر الآراء على عودة المياه إلى مجاريها بين الجزائر ومصر، ورأت أن تقديم الإعتذار عن الإعتداء الذي مس حافلة المنتخب الوطني كافيا.
أدرار في مقدمة الرافضين دائما
- ولم يختلف الجزائريون كثيرا في إجاباتاهم، حيث جاءت نتائج العملية متشابهة عموما في جميع الولايات التي شملها سبر الآراء. وكانت ولاية أدرار في مقدمة الرافضين، وأخذت أعلى نسبة بـ 90 بالمائة من مجموع المستجوبين، أمام نسبة 10 بالمائة فقط من الذين قالوا نعم لعودة المياه إلى مجاريها. كما أخذت كل من العاصمة، عنابة، قسنطينة وتيزي وزو على التوالي، أعلى نسبة رفض أيضا بنسب تجاوزت الـ 85 بالمائة من الذين قالوا لا.
سطيف تشكل الإستثناء
وشكلت ولاية سطيف الإستثناء في عملية سبر الآراء، مقارنة بالولايات الأخرى، حيث كانت الوحيدة التي قالت نعم تقديم الإعتذار عن الإعتداء على حافلة المنتخب الوطني وحده كافيا لعودة المياه إلى مجاريها بين الجزائر
ومرة أخرى كشف الجزائريون باختلافاتهم وتوجهاتهم، أنهم جسد واحد عندما يتعلق الأمر بشرف الجزائر. كما بينت أيضا هذه القضية جوهر المرأة الجزائرية التي لم تخالف نصفها الآخر، وكان رأيها مساند لأخوها الرجل، وجاءت نسب عملية سبر الآراء متقاربة ما بين الجنسين، حيث تحصل الرجال الرافضين للإعتذار وأجابوا بلا على نسبة 77.2 بالمائة مقابل نسبة 73.5 بالمائة للجنس اللطيف. وكانت النتيجة مماثلة، فيما يتعلق بالذين وافقوا على عودة المياه إلى مجاريها، حيث كانت نسبة 26.5 من نصيب النساء، مقابل 22.08 للرجال.
واحتل أبناء عين الدفلى ريادة ترتيب الجزائريين المؤمنين بقدرات المنتخب الوطني على تجاوز الدور الأول في المونديال، والمرور إلى الدور الثاني، وذلك بنسبة مئوية وصلت 93.7، مقابل 6.3 بالمائة فقط من سكان الولاية الذين قالوا العكس. وكانت نتائج سبر الآراء فيما يخص هذه النقطة، جد متقاربة ما بين الولايات العشر التي اتخذت كعينة. وتحصلت ولاية بسكرة على أضعف نسبة بـ 62.1 بالمائة، مقابل 37.9 بالمائة من المتشائمين الذين لا يعتقدون في إمكانية مرور الخضر إلى الدور الثاني.
الجنس اللطيف أكثر ثقة من الرجال
وكانت الجزائريات أكثر تفاءلا من الرجل في قدرة أشبال الشيخ رابح سعدان على تجاوز الدور الأول في مونديال جنوب إفريقيا، حيث اعتبر 78.6 بالمائة من الجنس اللطيف أن المنتخب الوطني سيتألق في المونديال ويتجاوز الدور الأول، مقابل 21.4 بالمائة من المتشائمات. وجاءت نسبة الرجال متقاربة مع نسبة النساء، وذلك بـ75.5 بالمائة من الذين أكدوا على تجاوز المنتخب الوطني للدور الثاني، مقابل نسبة متشائمين لم تتجاوز 24.05 بالمائة.