وقال سعدان »المنتخب الوطني أخذ بعادا أخرى حيث زادت نجومية اللاعبين وهذا أمر طبيعي بما أن الخضر عادوا إلى أجواء المونديال بعد غياب دام أكثر من 24 سنة، لكن هذا صار يتعبني نوعا ما فكل مرة اخرج إلى الشارع يقترب مني آلاف الأشخاص وأتلقى آلاف "القبلات" مما يجعلني أعود إلى منزلي منهكا«.
وأضاف سعدان »قبل التأهل للمونديال ولعب لقاء مصر كنت أسير في الشارع مرتاح البال لكن بعد الـ 18 نوفمبر تغيرت الأوضاع وصرت أدفع ثمن الشهرة لكن هذه هي قوانين كرة القدم كلما قدمت شيئا جيدا زادت شعبيتك عند الجماهير«.
كشف قائد المنتخب الوطني يزيد منصوري أن تاريخ الـ 18 نوفمبر 2009 قلب حياته رأسا على عقب حيث صار يجد صعوبة في قضاء حاجياته سواء بفرنسا أو الجزائر بسبب هوس الجماهير بالمنتخب الوطني ومحاولة الجميع الاقتراب منه.
وقال يزيد منصوري »بعد أن تأهل المنتخب الوطني لكأس العالم تغيرت حياتي وصرت أجد صعوبة في الخروج من بيتي حيث أصبحت أشعر بما يشعر به النجوم العالميين فالجميع يبحث عني سواء في لوريون أو لوهافر وعندما أتنقل للجزائر لا أتمكن حتى من الخروج من الفندق، لكنني أتفهم الجماهير الجزائرية التي احترمها كثيرا بما أنها تعتبر عاملا من العوامل التي مكنتنا من إعادة الشهرة للاعب الجزائري«.
وعما صار يشعر به بعد التأهل للمونديال قال منصوري »صحيح أنني صرت أشعر بأن حياتي تغيرت لكنني أحافظ دائما على برودة أعصابي لأنني أعي ما ينتظر الخضر وبأننا لم نصل بعد إلى المستوى الذي نطمح إليه«.
ويؤكد منصوري أن التأهل للمونديال جعله يكسب احترام زملائه في لعبة كرة القدم وجماهير المستديرة أينما حل »عندما تأهلت إلى المونديال عرفت معنى ذلك فالمشاركة في كأس العالم تعني الكثير بالنسبة لأي لاعب كرة«.
وقلل محبوب أنصار المنتخب الوطني كريم زياني من تأثير عامل الشهرة عليه حيث أكد أنه مازال يشعر بأنه ذلك اللاعب الذي قدم إلى المنتخب الوطني سنة 2002 »صراحة لا أشعر بأي تغير فكريم زياني هو كريم زياني لا يتغير ولن يتغير حتى ولو عاد متوجا بكأس العالم«.
وأضاف »صحيح أن نظرة الجماهير إلى لاعبي المنتخب الوطني تغيرت كثيرا بعد التأهل للمونديال فبعد أن تأهلنا لكأس العالم صرنا أكثر قربا من قلوب الأنصار وهذا أمر طبيعي كما أننا نحن اللاعبين صرنا ربما أكثر فخرا باللعب للجزائر لأننا أحسنا الاختيار«.
ويعتقد بعض اللاعبين الذين تحدثنا إليهم بأن لا مكان للنجومية في الجزائر لأن الجمهور الجزائري يعرف جيدا كرة القدم وقادر على نسيان كل النتائج الجيدة المحققة في التصفيات المؤهلة لكأسي العالم وإفريقيا في حالة الإخفاق في التأهل للدور الثاني من المونديال.
جمال عبدون: لا أعتقد بأنني نجما
قال متوسط ميدان المنتحب الوطني جمال عبدون إنه لا يشعر بأنه صار نجما رغم أنه صار يجد صعوبة كبيرة في المشي في باريس ونانت »صراحة لم أشعر بأنني نجم إلى حد الآن فأنا من اللاعبين الذين يفضلون البقاء بعيدا عن الأضواء خوفا من تشتت تركيزي«.
وأكد عبدون على ضرورة إبقاء الأرجل على الأرض حيث قال »علينا أن نبقي أرجلنا على الأرض إذا أردنا الذهاب بعيدا مع المنتخب الوطني لأن التأهل لكأس العالم ما هو إلا بداية لقصة أتمنى أن تكون جميلة"
وقال بلحاج للشروق »من قبل كنت انزعج من إمضاء "أوتوغرافات" لكن بعد ما عاناه أنصارنا في التصفيات المؤهلة لكاسي العالم وإفريقيا في مصر والسودان تغيرت الأمور وصرت أتشرف بلقاء الأنصار وإمضاء "أوتوغرافات".
ويؤكد بعض اللاعبين الملتحقين حديثا بالخضر أنهم يعيشون مرحلة من حياتهم لم تكن مسطرة من قبل، وبأنهم أدركوا المسؤولية التي تنتظرهم بمجرد الوصول إلى مقر تربص الخضر بكرانس مونتانا للمشاركة في التربص الذي يسبق التنقل إلى جنوب إفريقيا.
مصباح وخادير لم يصدقا ما يحدث
وفي محاولة لمعرفة ردة فعل اللاعبين الجدد بشأن ما يعيشونه في تربص الخضر بكرانس مونتانا اقتربنا من لاعب نادي "فالنسيان" الفرنسي فؤاد خادير الذي قال »لقد لعبت للمنتخب الوطني في فئة أقل من 20 سنة وأذكر أن حينها أجرينا تربصا بباريس ولعبنا لقاء وديا أمام مدرجان شاغرة لكنني تفاجأت بالاستقبال الحار من طرف الأنصار وهو ما جلعني أشعر وكأنني أعيش في الأحلام«.
وبدوره، قال جمال مصباح لاعب ليتشي الايطالي إنه لم يكن ينتظر أن يحظى بحب الجماهير من اليوم الأول "كنت أدرك عشق الجماهير الجزائرية لكرة القدم لكنني لم أكن أتصور أنني أستقبل بالحضن من طرف أنصار بلادي فهذا أمر يزيدني شعورا بالمسؤولية وأتمنى أن أشرف الألوان التي أتقمصها الآن"